التميز الفردي والتميز المؤسسي ، أيهما نحتاج وأيهما أهم للمنظمات؟

30 دقائق للقراءة

مشعل العنزي

استشاري التميز المؤسسي

التميز الفردي والتميز المؤسسي ، أيهما نحتاج وأيهما أهم للمنظمات؟

عندما يحقق الموظف مستوى أداء فائق وباهر ومتميز عن باقي الموظفين  ، فهذا ما نعني ب ( التميز الفردي)

وعندما تحقق المنظمة مستوى أداء فائق وباهر ومتميز و ( مستدام ) عن باقي المنظمات ، فهذا ما نعني ب ( التميز المؤسسي)

أظن أنكم أدركتم الفرق بين التميز الفردي والتميز المؤسسي؟

من أهم ما يميز التميز المؤسسي ( الاستدامة ) واستمرارية العمل في أي وقت ، فالمنظمات التي تتبنى مفاهيم ومعايير التميز المؤسسي لا تتأثر كثيرًا بالأزمات أو بانتقال أو استقالة أو تقاعد القيادات أو الموظفين الموهوبين ، لأن لديهم استراتيجيات ومنهجيات وخطط ومستهدفات وإدارة لجميع المخاطر.

أما التميز الفردي فهو غير مستدام ، لأنه بمجرد حصول أي ظرف لهذا المتميز فإنه سيتوقف عن العمل وعن هذا التميز.

إذًا فالتميز المؤسسي هو الأهم وهو ما تحتاجه المنظمات ، ولكن هل يعني ذلك عدم أهمية التميز الفردي؟

التميز الفردي أيضًا مهم واستقطاب القيادات والموظفين المتميزين والموهوبين يرفع من أداء وتميز المنظمة ، والسؤال الأهم هو كيف نستفيد من هذه الطاقات في استدامة المنظمة ،  يتم ذلك من خلال عدد من الطرق أهمها :

1-   العمل بروح الفريق الذي يتسم بـ ( تقدير الجميع ، تشجيع الجميع ، الإنصات من الجميع ، الرأي والمناقشة متاحة للجميع ... ) .

2-  وجود استراتيجية بروح الفريق ، وفريق بروح استراتيجية تجمعه.

3-  تخطيط التعاقب الوظيفي : من خلال تحديد الوظائف الحرجة (المؤثرة في سير أداء المنظمة) وتحديد وتقييم الأفراد المحتملين لشغلها وتطويرهم وتزويدهم بالمهارات والخبرات المناسبة لضمان استمرارية الأداء المؤسسي دون أي تعطل قد يطرأ في حال أصبحت هذه الوظائف شاغرة يوماً ما. ( حيث يتم الاستفادة من خبرات وطاقات المتميزين فرديًا لتدريب وتأهيل فريق العمل المحتمل).

4- اكتمال ووضوح الأدلة والمنهجيات والعمليات والسياسات والخطط لجميع العاملين وإشراكهم في بناءها وتطويرها وتحسينها. ( من لهم تأثير كبير في تحقيق هذا الهدف هم من لديهم تميز فردي من القيادات والموظفين من خلال قيادة ورش العمل وحلقات النقاش).

5-  تطبيق وتقييم ومراجعة وقياس الأداء والنتائج بشكل منتظم وباستمرار ، ويتم التعلم من التقييم والمراجعة في تحسين الأدلة والمنهجيات ، كما في منهجية رادار المعروفة. ( وكما قلنا سابقًا أن من لهم تأثير في تحقيق هذه المهام هم المتميزون فرديًا).

 

أخيرًا ، المنظمات التي تسعى للتميز وتحقيق الإنجازات التي تتجاوز توقعات المستفيدين وجميع المعنيين هي التي تتبنى وتنشر وتطبق مفاهيم ومعايير التميز المؤسسي.